قصيدة مؤاساة إلى الأديبة ثائرة شمعون البازي
وكافة إخواننا المسيحيين
الــــمـهـــنــدس وحـــــيــــد شـــــــلال
قـلــبٌ يـــذوبُ وحــســـرةٌ تـــتـــــقـــطـّـَـــعُ
ودمــــوع ُعــــيـن ٍ سـكـبــُـهــــا لايـــنــفــعُ
وحـدائـــقُ الـحــدبــاء ِ عــاثَ بـــــربــِـعــها
وحــــشٌ يــــغـــولُ زهـورَهـــا ويُــقــطـــِّـعُ
ابــكــي عــلـيــكــم يـا جــنـائـــنَ روضـــــة ٍ
ونــســيــــمُ عــيـســــــى بـيـنــنـا يــتـضــوَّعُ
كـيـفَ الــتـأســي كـيفَ نــأمـلُ بــهـجــــــة ً؟
والــــدار بــعـــدكـــمُ عـــقــــيــمٌ بــــلــقـــــعُ
وكـنـائــسُ الـحـدبـاء ِ هــاضَ جـنـاحـَهـــــــا
ذئــــبٌ بــرائــــحـةَ ِ الـــدمـــاء ِ مـُــولــــّـَـعُ
ومـرارةُ الاحــــزان ِ هـَـــدّتْ خــافــــقــــــي
سـَـــتــرَتْ حــنــايـاهُ الــكـئـيـبـة ِ أضــــلـُـعُ
قـد هــــالَ نـفــســي انــنــي فــي مــوطـــــن ٍ
فـــي كــل يــــوم ٍ بــالــنـــوائــب ِ يُـــقـْـــرَعُ
وجـــرائـــمٌ تـجـري ويـجــري طـمــســــهــا
صوتُ الحـقــيــقــة ِ غـــائــــبٌ لايُـــسْــمَــعُ
للـمـجــرمـيـنَ عـلى اخــتـــلافِ طـُقـوسِـهـِــم
من كـلِّ صـوب ٍ ثــــديَ حــقـــد ٍ يُــــرْضَـــعُ
هـــل تـعــقـــلـونَ بـــــأنَّ أعـظــم قــــــــوّة ٍ؟
طـــاقـــاتـــُـهـا مــشــــلـولــة ٌلا تــَـــــــردعُ ؟
وَرَجَــعْــتُ انـــدبُ حـائـــرا ً مـتــســـائـــلا ً؟
هذي فـلـسـطــيـن الـجــديـــدة تـُــصـــنــــعُ ؟
وجـزعـتُ مـن جــار ٍ تــبـسّـَــمَ شـــامـِـتـــا ً
والحـرّ فــي هـذي الــمــواطــن ِ يــجــــزعُ
وأخ ٍ لــنــا ووراءَ كـــــــــل ِ مــــصــيـــبـة ٍ
مـخـبـوءة ٍ بــالـــرافــديـــن ِ لـــهُ إصـــبــــعُ
حــســـدوا عــلـيـنـا أنــنـا فــــي نـــعـــمــة ٍ
وثــراؤُنـــا تـــاريـخُــــنـا والـــمــــوقــــــــعُ
وحـــضــارةٌ طــالــتْ وســادَ بـريـقـُـــهـــا
بـيـن المـغــارب ِ والــمــشــارق ِ يـــلـــمــــعُ
أبــنــاءُ عــيـسـى هــؤلاء ِ لـنـا إخــــــــــــوة ٌ
مـنـذ الــقــديــم ِ وفــــي ثـــراهـــا أيــنــعـــوا
وتــقـاسـمـوا مـــرّ َ الـحــــيـاة ِ وحـلـــوهــــا
في حـضنـِها وعـــلى الـــوفـــاء ِ ترعـرعـوا
ورأيـتُ أجــمـلَ مـــا رأيــــتُ بــــــواكـــيــا ً
فــي مـــوقـف ٍ قــلــبــي لــــــه يـــتــصـــدّعُ
يـَنـْـثـُرَنَ فــوقَ الــخـدّ ِ حــفــنـــة َ لــــؤلـــؤ ٍ
لـتــزيدَ نـــارا ً بـــــالـــجــوانـــح ِ تــــلـــذع
ُ
افــــدي عـــيـونــا ً بــالكـنـيـــســة ِ راعـَـهــا
هـــول الــمـــصاب ِ مـن الـفـجيـعة ِ تــدمـــعُ
بــالـــقــابـعــيـنَ مـــع الــظـــلام ِ يـســـرّهُــمْ
ســفــكَ الـــدِمــا مــن لحـمـِنـا لــم يـشــبـعــوا
إخـــــوانــــنــا قــــد نـــالـنـا مــــا نــــالـــكـمْ
مــــــوتٌ لـــئــيـــمٌ بـــيـنـنـا يـــتـــــــــــوزّعُ
هـمـجـيـة ٌ حـمـقــاءُ يــدفــــــعُ أجـــــــــرَهــا
خــلــفَ الـحــدود ِ مـُـقـــنـــعٌ ومـُــبـَـــرّقــــعُ
والــديـــنُ للإنــسـان ِ أوســـــــع رحـــــمــــة ٍ
يـوصـي بــمـا يـبـني الــــحيــاة َ ويــــنـــفـــعُ
قــد جــاء احـمـدُ بــالـمـحــبّـة ِ والــــهـــــدى
وكــــذا الـمـســـيـحُ وقـــبـل ذلك يــــــــوشــعُ
مــا كــانَ فـــي يــوم ٍ لـيـســفـُــكَ مــــــن دم ٍ
حـتـــى لأعــــــداء ٍ لــهُ لـــــم يـــقــــنــعـــــوا
إذ ْ فـَـتـْـــحُ مـكــة َ كـــانَ خـــيـــرَ دلالــــــة ٍ
إنّ َ الـــــنـبـــوّة َ للــتـــســـامـُـح ِ مــَـــنــبـــعُ
بل إنــه الــديـنُ الـحـنــيـفُ تــُـــراثــُــــــــــهُ
أوصى بـنـمــل ٍ بــالــمـــــخــابئ ِ يـــقــــبـــعُ
اما الـعـراق ُ عـلى مــــدى تـــاريــــــخـــــــه ِ
فـــيـه مـــن الأديــــــان ِ شـــتـّى تـُــتـْــبـَــــعُ
مــا كــانَ فـــي يـــوم ٍ لــيـــؤذي قـــــانِــــتـــا ً
لله ِ ضــمـّـتـْـــه ُ الــكـنـيـــسُ وصـــــومــــــعُ
إخـوانــنـا إن الـمـصــيـــبــة َ فــــــرصــــــة ٌ
لــنـكــونَ أوفــــى للــعــــراق ِ وأمــــــنـــــعُ
تـبـقـى لـنا رغــــم َ الـمـكـائـــد ِ والـــنـــــــوى
أمّ ُ الــــربـــيــعـــيــن ِ الـحـبـيــبـة ِ مــربــــعُ
يــبـقـى الـهـلالُ مـــع الــصـلــيـــب ِ مـُــوَحّـَــدٌ
يــحـنـو عـلـيـه مـــن الــمـحــــبـّـة ِ يــــرضــعُ
يــبـقـــى الـعـراقُ وكـــلّ ُ طـــائـــفــــة ٍ بــِــه
بـــالــعـــزّ ِ تــحــيـــا بـالـهـنـا تــَـتـَــمـَــتـّــَــعُ
An Iraqi poem by the engineer Wahid Shalal, dedicated to the writer Tha'ira Shamoun Al Bazzi and all our Christian brothers and sisters
Tears of grief on the doorstep of Mousel's churches