DEMOCRACY!

20 Mar 2010

نساؤنا تنهض من تحت الأنقاض

في اليوم العالمي للمرأة

دعوة :

نعتقد أن أسئلة تبحث عن أجوبتها يجب أن تطرح على الجماعات وشرائح المجتمع التي يرتبط وجودها بالخبز والكرامة والتي يتحدد مصيرها بمشروع الحرية وإلا فان المشروع المعادي أي المشروع الامبريالي في العراق مازال يكرس وجوده مهددا مصير الإنسان العراقي في مجتمعه ووطنه وأمته بل مهددا مصير الأمة بغض النظر عن أدياننا ومذاهبنا وأجناسنا .

وإذا ما اتفقنا على إن الحالة التاريخية الراهنة التي يمر فيها العراق هي حالة الخضوع لإرادة الغازي وهيمنة الشركات العابرة للقارات التي تعيد صياغة وجودنا بالتحالف مع الصهيونية والطائفية على قاعدة التحكم بثرواتنا وجغرافية المنطقة تحت شعارات زائفة هي " الحرية " و " الديمقراطية " وما إلى ذلك من الشعارات التي زينت جدران الدبابة الغازية وهي تعبر فوق أجسادنا وحقول خبزنا وبيوتنا المسقفة بالكرامة ,

إذا ما اتفقنا إن وجودنا المهدد ومصيرنا المستهدف يضعاننا في أتون الصراع من اجل البقاء , أي صراع الوجود , فإننا نتفق بالضرورة على إن السماسرة والتي تعبر عنهم الطبقة السياسية التي اعد تشكيلها الغازي وفق مقتضيات اقتصاد السوق , بقدر ما يرتهن وجودها بالمشروع الامبريالي بقدر ما تتشكل كمخلب شرس يعيث بالعراق فسادا ويكرس المعنى النموذجي للاستغلال و الإقصاء والإلغاء والفساد وسرقة حليب الأطفال من صدور النساء ولقمة الخبز المغمسة بالكرامة من أفواه العراقيين رجالا ونساء , مسلمين و علمانيين , عربا وكردا , ولكن من الشرائح التي تشكل نسيج مجتمعنا بتنوع مرجعياته الثقافية وعقائده وموروثاته الغنية . ما يجعل صراع الوجود الذي نخوضه يواجه شبكة العدو العنكبوتية , إلا أن البوصلة تؤشر حتمية الصراع ضد أسباب استغلالنا التي تشكل أسباب سرقة العراق واغتيال جغرافيته التي تمثل العمق الاستراتيجي للمشروع القومي التحرري باستحقاقه التاريخي بل لمشروع الإنعتاق الذي تناضل من أجله شعوب ( المنطقة ) ضد الامبريالية والعنصرية الطائفية .

إذن .... أين يكمن مشروع حرية المرأة ؟ انه السؤال المدخل إلى أسئلة تتداعى دفعتنا أن نطلب من جمعكم الكريم المساهمة معنا ( هيئة إرادة المرأة ) في تحديد اتجاه لحراكنا على قاعدة التمكن من صناعة المصير ولكن قبلها نود أن نطرح أمامكم مرتكزات استندنا إليها في مواجهة التحديات :

- الغزو أعاد المرأة إلى ما قبل نقطة الشروع في خوض مشروعها الإنساني القائم على المساواة في مواجهة أسباب التمييز.

- الغزو كرس أسباب التمييز ضد المرأة لاشتراط هذه الأسباب ب : الاستغلال , تقسيم المجتمع على قاعدة الطائفة والعرق , تكريس الطبقية , تكريس التخلف , تكريس الجهالة والظلامية .

ـ هيمنة الشركات العابرة للقارات على قاعدة العولمة أي الهيمنة الاقتصادية ,التغيير في التركيبة السكانية وإختلال التوازن الطبيعي إذ أمست الإناث تشكل 60 % من التركيبة السكانية تقريبا , إن هذا الخلل سيؤدي إلى عواقب مستقبلية على الأسرة والمجتمع والأمة مما يعمق التمييز ضد المرأة .

- مشروع الغزو في العراق عزل المرأة عن أسباب النهوض بها وبالمجتمع ما يكفل لها المكانة التي تعبر عن قيمة أدوارها المتعددة وكفاءتها في مختلف مجالات العمل والحياة كما عزل مشروعها عن المشروع الجمعي للمجتمع والأمة . أما أخطر عزل فرضه مشروع الغازي هو عزل المرأة العراقية عن وحدة مصالحها , مثلما عزلالشعب العراقي عن وحدة مصالحه , وأخضع المجتمع العراقي إلى تقسيم عمودي محولا الصراع عن مجراه الأفقي الطبيعي ... الذي يقوده إلى التقدم والارتقاء بمشاريع التنمية

- كرس مشروع الغزو البطالة بنسبة عالية 70 – 75 % , 90 % منها بطالة بين صفوف النساء

- هدم الغزو القاعدة التعليمية في العراق وجعل 100 طالب فقط ينتقلون إلى مرحلة التعليم المتوسط من بين 480 طالب أنهوا الدراسة الابتدائية, وكانت نسبة تسرب البنات من التعليم هي الأعلى...

- الأرقام المليونية من الضحايا الذين أريقت دمائهم على مذبح الغزو وتكريس " سلطة محلية تابعة " يضاف إليها أكثر من مليون معوق و 4 ملايين مهجر ( داخل العراق وخارجه ) وعشرات الآلاف من المعتقلين الأحرار , و 5 ملايين أمي و 50 % تحت خط الفقر , تحديات اكبر من أن تعالج أوضاع 7 – 8 مليون أرملة ويتيم

- وعليه:

أين يكمن مشروع حرية المرأة أو النهوض بواقعها حسب أدبيات المنظمة الدولية : أليست حقوق المرأة المستباحة في العراق ترتبط بحقوق الإنسان العراقي ؟

- ألم يكن مشروع الديمقراطية " الأمريكي " سببا مباشرا في ما آلت إليه أوضاع المرأة في العراق و الإنسان العراقي ؟

- ألم تستخدم الطبقة السياسية المرتبطة عضويا بالمشروع الشرق أوسطي المرأة سلعة في سوق " الانتخابات والعملية السياسية " على قاعدة " الكوتا " استغلالا لنسبتها في التركيبة السكانية , بينما ساهمت هذه الطبقة بتدمير قاعدة النهوض بالمرأة وبمجتمعها

- ألم يرتبط مشروع الغزو باغتصاب بناتنا و اغتصاب رجالنا في مرمى خبيث الهدف فيه تحطيم إرادة المجتمع ودفع شرائحه " المستضعفة " إلى الإذعان وإلغاء خيارها في مواجهة تحديات الاحتلال ومشروعه ؟

وعليه ...

هل نستطيع عزل حراك المرأة نحو تحقق مشروعها الإنساني عن حراك المجتمع نحو تحقق أهدافه في الحرية والعدالة والمساواة والتقدم بدءا بطرد الاحتلال , واستعادة الذات الايجابية حسب أولويات المواجهة ومتطلباتها .

وعليه أيضا كيف نصوغ معادلة استعادة الذات معا , ما هي رؤانا المشتركة , كيف نقترح آليات عمل , كيف نرتب خطواتنا , ما هي الأولويات الملحة , كيف نربط بين المرحلي والبعيد بين الراهن والمستقبل بين الجزئي والكلي بين الخصوصية والترابط الموضوعي ...

نعيدكم بواسطة تداعي الأسئلة إلى أسباب هذا اللقاء والمناسبة يوم المرأة العالمي ... بينما المرأة العراقية تسعى لان تنهض من تحت الأنقاض , بما يجعل من هذه مناسبة محط سخرية مريرة .

على مستوانا ننطلق من يومنا يوم الشهيدة عبير قاسم التي باغتصابها عبر الإحتلال عن جوهر مشروعه القائم على الاغتصاب .

وبمناسبة يوم الشهيدة الذي أطلقناه العام الماضي في ذكرى غزو العراق 19 – 20 آذار 2003 ( وللمصادفة تطلق " الانتخابات " في ذكرى اغتصاب العراق وطفلته عبير قاسم ! على كل حال ليس من غرابة في الأمر ! )

بهذه المناسبة نود أن تساهموا معنا في صياغة مبادرات تعزز حراك المرأة في صلب الحراك الاجتماعي والثقافي للنهوض " بالذات العراقية " نحو مسؤولياتها التاريخية إزاء مشروع الكرامة على قاعدة حقوق الإنسان والحق التاريخي للعراق بالاستقلال وتقرير المصير .

إن هيئتنا بهذه المناسبة تدعوكم للعمل انطلاقا من المبدأ الذي ينص على إن حقوقنا لا تسقط بالتقادم , كما إن حق العراق في استعادة استقلاله وسيادته لا يسقط بالتقادم ... وعليه نقدم تصورا لرؤانا حول الحراك النسائي كحراك اجتماعي في مواجهة الهيمنة يوم الشهيدة المصادف في 20 آذار من هذا العام ومن أجل إن تساهموا في تطوير أدائنا و الارتقاء به , ندعوكم – شركاءنا – في تعميق خطواتنا من خلال ما تقدمونه من رؤى وأفكار ومبادرات