DEMOCRACY!

7 Nov 2007

المحللون يفيدون بانخفاض عدد الفتيات في المدارس

بغداد، 31/اكتوبر
2007
عبر المتخصصون في قطاع التعليم في العراق عن قلقهم حيال انخفاض نسبة حضور الفتيات في المدارس مبررين قلقهم بأن ذلك قد يخلق ثغرة تعليمية كبيرة.
وقال سنان زهير، مسؤول إعلامي بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية بأن "خوف الأهل من فقدان أطفالهم بسبب العنف الدائر في البلاد جعل العديد منهم يبقون أطفالهم في البيوت. ولكن عدد البنات اللواتي يمكثن في بيوتهن أكبر [من عدد الفتيان]، لأنهن، بالإضافة إلى التخوفات الأمنية، يُجبَرن على ملازمة البيت للمساعدة في الأعباء المنزلية".
وأضاف زهير: "أن العديد من الأسر التي فقدت الأب أو الأم تطلب من بناتها البقاء في البيت للمساعدة في الطبخ والغسل والتنظيف. فهن يدفعن ثمن العنف عندما يُجبرن على التخلي على مستقبلهن للتمكن من مساعدة إخوانهن على تدبر أمور حياتهم. ويزداد المشكل تفاقما في المناطق الريفية حيث يلجأ الآباء إلى الدين كذريعة لتبرير عدم إرسالهم لبناتهم إلى المدارس".
ووفقا لمصطفى جبوري، الناطق باسم وزارة التعليم، فإن المحافظات الجنوبية شهدت انخفاضا في نسبة ارتياد البنات للمدارس، حيث نزلت هذه النسبة من فتاتين مقابل ثلاثة فتيان إلى فتاة واحدة مقابل أربعة فتيان
.
الوضع أفضل في شمال العراق
وأضاف جبوري بأن "الوضع قد يكون فضل نسبيا في المحافظات الشمالية، ولكن ذلك ينطبق فقط على المدن الرئيسية. أما في العديد من القرى فإن البنات ينقسمن إلى قسمين: قسم لم يذهب قط إلى المدارس وقسم آخر كان يذهب إلى المدرسة ولكنه أُجبِر على مغادرتها [والبقاء في البيت]... أما في بغداد، فإن الوضع كان متوازنا نسبيا خلال العام الماضي. ولكن منذ بداية العام الدراسي الحالي في سبتمبر/أيلول المنصرم، لاحظنا انخفاض عدد البنات في المدارس الابتدائية والثانوية بشكل كبير، مما يثير القلق بخصوص مستقبل المرأة في هذا البلد".
من جهتها، أخبرت ميادة معروف، الناطقة باسم منظمة المحافظة على حياة الأطفال، وهي منظمة غير حكومية، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) بأن الفتيات أصبحن يعانين من نقص في فرص التعليم مقارنة بالفتيان، مما قد يؤثر على مستقبل البلاد. وجاء في قولها: "بعد عدة سنوات من الآن سينخفض عدد النساء القادرات على شغل مناصب ذات مسؤولية في الحكومة أو في الجامعات، مما سيزيد من حدة التباين بين الجنسين... يجب أن يعي الأهل بأن إخراجهم لبناتهم من المدارس قصد القيام بأعباء منزلية سيدمر مستقبلهن كما سيؤثر سلبا على مستقبل الأمة. يجب أن يتم تشجيع البنات والأولاد على تلقي العلم على حد سواء".
توقع انخفاض نسبة الحضور في المدارس
اضطررت هذه السنة إلى سحب بنتيَّ من المدارس. وكان العنف هو السبب الرئيس وراء اتخاذي لهذا القرار. لا أستطيع أن أتحمل تعرض واحدة منهما للقتل أو للاغتصاب مثلما حدث للعديد من صديقاتهما
لا تتوفر أية إحصائيات شاملة حديثة حول نسبة الحضور في المدارس بالعراق. ولكن الأرقام الرسمية الصادرة عن وزارة التعليم تظهر أنه حتى قبل تصاعد العنف الطائفي في شهر فبراير 2006، انقطع واحد من كل ستة أطفال عن التعليم. أما بعد الارتفاع المفاجئ في أعمال العنف فقد ارتفعت نسبة الانقطاع عن التعليم إلى طفلين من كل ستة أطفال.
ووفقا للوزارة، يُتوقَّع أن تزيد نسبة انخفاض الحضور في المدارس بحوالي 15 بالمائة بين الأولاد و25 بالمائة بين البنات.
وتقول أم نور زيد، وهي أم لأربعة أطفال تسكن ببغداد: "اضطررت هذه السنة إلى سحب بنتيَّ من المدارس. وكان العنف هو السبب الرئيس وراء اتخاذي لهذا القرار. لا أستطيع أن أتحمل تعرض واحدة منهما للقتل أو للاغتصاب مثلما حدث للعديد من صديقاتهما... [كما أنني] منذ وفاة زوجي، أصبحت مظطرة للخروج للعمل ويجب أن يكون هناك من ينوب عني في رعاية الصغار وليس لي أحد غيرهما. إنه أمر محزن أن أرى بنتاي تفقدان مستقبلهما بهذا الشكل، ولكن ذلك أفضل من أن تفقدا حياتهما".